16th May 2025
مرّ أبو الأسود الدؤلي ذات يوم على رجل وهو يقرأ في كتابه: " وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ...". قال أبو الأسود: "يا أخي، انتبه لصوتك!". فتوقف الرجل وسأله: "لماذا؟". فأجابه أبو الأسود: "لأنك قلت رسولِه، وهذا يعني أن الله ورَسوله في نفس الصف!". ففهم الرجل خطأه وشعر بالقلق.
ركض أبو الأسود إلى علي بن أبي طالب وقال: "يا أمير المؤمنين، اللسان العربي في خطر! يجب أن نساعد الأمة!". فتح Ali صحيفة وكتب: "بسم الله الرحمن الرحيم، الكلام اسم وفعل وحرف...". قال لأبو الأسود: "انحُ هذا النحو، لكي نتعلم جميعًا!". ومنذ ذلك اليوم، بدأ الناس يتعلمون النحو ليحافظوا على لغتهم الجميلة.
بدأ أبو الأسود الدؤلي بتعليم النحو للأطفال في القرية، وجلس معهم تحت شجرة ظليلة. أخذ يشرح لهم الفرق بين الضمة والكسرة والفتحة، وكيف أن كل واحدة منها تغير معنى الكلمة. الأطفال كانوا يبتسمون ويستمعون بإعجاب، فقد كانت القصص والأمثلة التي يرويها أبو الأسود ممتعة وسهلة الفهم.
وذات يوم، جاء طفل صغير إلى أبو الأسود وقال: "يا معلمي، لقد فهمت الآن كيف تكون الجمل صحيحة!". ابتسم أبو الأسود وقال: "هذا رائع، يا صغيري! أتمنى أن تحب اللغة مثل ما أحبها أنا". ثم نظر إلى الأطفال الآخرين وقال: "اللغة مثل الزهرة، إذا اعتنينا بها، ستنمو جميلة ومُزهرة".
مع مرور الوقت، انتشرت دروس أبو الأسود في كل أنحاء المدينة، وأصبح الأطفال الصغار والكبار يتسابقون لتعلم النحو. كان أبو الأسود سعيدًا بهذا النجاح، وشعر بالفخر عندما رأى الناس يقرؤون القرآن والكتب بشكل صحيح. وهكذا، بفضل جهد أبو الأسود الدؤلي، أصبحت اللغة العربية غنية ومتينة، يُعتَزُّ بها في القلوب والعقول.