24th May 2025
في صباح دافئ ومليء بأشعة الشمس الذهبية، جلس الأب "كوكب الأرض" تحت شجرة وارفة الظلال، وقد بدت على وجهه ابتسامة ودودة. نادى أبناءه الأربعة وقال: "يا أحبائي، تعالوا نتحاور ونتبادل الأخبار، فقد اشتقت إلى سماع صوتكم!"
تقدّم "الهواء" بخفة لكنه بدا مرهقًا، وقال: "يا أبي، أشعر أنني لم أعد نقيًا كما كنت. الدخان يثقلني، والمباني العالية تحجب عني الزرع والنقاء. اشتقت لأيامي مع الأشجار والزهور!"
ربت الأب على كتفه برفق وقال: "ستعود خفيفًا ونقيًا يا هوائي، فقط امنح الناس فرصة ليتغيروا." ثم هبّ "الماء" متموجًا وقال بصوت حزين: "أنا أيضًا، أصبحت ممتلئًا بالنفايات... النهر لم يعد يرقص كما كان، والأسماك باتت تختفي."
احتضنه الأب وقال مبتسمًا: "ولكنك ما زلت الحياة، وسيرى الناس ذلك. قريبًا سيعيدون إليك صفاءك، وستغني الجداول من جديد!" اقتربت "التربة" وهي تمشي بخطى خجولة، وقالت: "أنا أيضًا أفتقد رائحة الزهور، وملمس جذور الأشجار. الإنسان يؤذيني أحيانًا دون أن يشعر..."
ابتسم الأب وقال: "ولكن هناك من بدأ يهتم بك، يزرع فيك بشغف، ويغذيك بالحب لا بالسموم." وفجأة، ظهرت "الشمس" مشرقة وضاحكة وقالت: "أيها الأحبة، لا تحزنوا! انظروا حولكم... هناك أطفال يغرسون الأشجار بأيديهم الصغيرة، يرسمون لوحات جميلة للطبيعة، ويشاركون في تنظيف الشواطئ والحدائق!"
ثم ظهرت "زهرة صغيرة" بابتسامة بريئة، وقالت بصوت مفعم بالحياة: "أنا هنا، لأثبت أن الأمل لا يموت! لقد سقاني طفل ماءً نقيًا، واعتنى بي، وها أنا أنمو بفرح وأحمل رسالة حب للطبيعة."
ضحك الجميع بسعادة، ثم طار "طائر الهدهد" فوقهم مغردًا بلحن جميل، وقال: "ها قد بدأت الأرض تبتسم من جديد! الأمل في قلوب الأطفال، وهم من سيغيّرون العالم!"
وقف كوكب الأرض وقال بفخر: "إذا اجتمع حب الإنسان مع الطبيعة، فستولد الحياة من جديد، ويزدهر كوكبنا بالألوان، والعطر، والأمل!"
وصاح الجميع معًا والابتسامة تملأ وجوههم: "نحن أبناء الأرض... نحبها، نحميها، ونعيش بسعادة في أحضانها!"