15th Jul 2025
كَان يَا مَا كَان، فِي قَدِيمِ الزَّمَان، نَمْلَةٌ جَادَّةٌ وتَكْدَحُ كُلَّ فَصْلٍ صَيْفٍ. كَانتْ تَجْمَعُ الطَّعَامَ لِتَخزِنَهُ وَتَقولُ لِنَفْسِهَا: "يَا جَارَةَ الصًّرَصُورِ، حيثُ شَاءَ اللهُ أَن أَكُونَ، فِرَاشِي مَلِيءٌ بِالطَّعَامِ فِي الشِّتَاءِ." بَيْنَمَا الصَّرْصُورُ، جَارُهَا الذَّكِيُّ، كَانَ يَلْعَبُ وَيُغَنِّي قَرِيبًا مِنْهَا.
فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ خَامَتْ النَّملَةُ أَقْرَبَ إِلَى المِدفَأَةِ سَمِعَتْ طَرْقَةً عَلَى الْبَابِ. فَقَالَتْ: "مَن فِي الدَّاخِل؟" جَاءَ الصَّرْصُورُ قَائِلًا: "أَنَا الصَّرْصُورُ، مَسَاءُ الخَيْرِ، يَا عَزِيزَتِي! أَنَا جَائِعٌ وَلَمْ أَدَّخِرْ شَيْئًا، دَعِينِي أَخْذُ قَلِيلًا مِنَ الطَّعَامِ أَسُدُّ جُوعِي!". أَجَابَتْ النَّملَةُ: "يَا صَدِيقَتي، إِنَّهَا تُجَدِّدُ النَّداءَ كُلَّ صَيْفٍ. يَجِبُ أَنْ تَعْمَلَ أَن تُؤَنَّطَ حَياتَكَ!".