11th Mar 2025
في مكة المكرمة، كان المسلمون الأوائل يتعرضون لأذى شديد من كفار قريش. قال النبي محمد: "اذهبوا إلى أرض الحبشة، فهناك حاكم عادل يدعى النجاشي." قرر أحد عشر رجلاً وأربع نساء، بقيادة عثمان بن عفان وزوجته رقية، الهروب في الليل بعيدًا عن أعين قريش. انطلقوا نحو البحر الأحمر وركبوا السفن، متوجهين إلى أرض السلام.
بعد عدة أشهر في الحبشة، سمع المسلمون خبرًا يثير الأمل، حيث قيل إن كفار قريش أسلموا. لكن عندما اقتربوا من العودة إلى مكة، اكتشفوا أن تلك الأخبار كانت كاذبة. زاد تعذيب كفار قريش لمسلمي مكة، لذا عادوا إلى الحبشة مرة أخرى، ومعهم ثلاثة وثمانون رجلاً وثماني عشرة امرأة. ولكن قريش أرسلت رجلين محملين بالهدايا للنجاشي لتحريضه. ومع ذلك، رفض النجاشي طرد المسلمين، فاستمروا في العيش بسلام وأمان.
بينما المسلمون يعيشون في الحبشة، بدأوا في بناء حياة جديدة، متعاونين مع أهلها الذين عرفوا عنهم أنهم دعاة للسلام والعدل. تمكنوا من ممارسة شعائرهم بحرية ونشروا قيم دينهم بين الناس. كان النجاشي قد أعجب بما سمع عن تعاليم الإسلام، وطلب من جعفر بن أبي طالب أن يحدثه عن الإسلام والقرآن. فتأثر النجاشي بالآيات التي سمعها وازداد احترامه للمسلمين.
ظل المسلمون في الحبشة حتى جاءت الأخبار الطيبة إليهم، أن مكة قد أصبحت مكانًا آمناً بعد سنوات من الصبر والكفاح. عاد المسلمون تدريجيًا إلى ديارهم، مليئين بالأمل والإيمان والتفاؤل بالمستقبل. بذلوا جهودًا كبيرة في نشر رسالة الإسلام بين الناس، مدفوعين بتجربة الحبشة التي علمتهم الصبر والتعاون مع الآخرين. وبهذا، كانت رحلة الحبشة بمثابة نقطة تحول في تاريخ المسلمين الأوائل، درسًا في الشجاعة والثبات على المبادئ.