24th May 2025
في مكتبة الجد أمين، جلس الجد على كرسي مريح، وحوله أحفاده الثلاثة. قال الجد: "أهلاً بكم يا أحفادي الأعزاء في مملكتي الصغيرة، مملكة المعرفة. هل أنتم مستعدون لرحلة جديدة اليوم؟". أجاب علام بلهفة: "أجل يا جدي! هل سنتعلم عن الفضاء اليوم؟ أم عن الديناصورات؟". فردت فريدة بتشوق: "أتمنى أن تكون قصة مثيرة، مثل الأميرات الشجاعات!". قالت رقية بصوت ناعم: "أنا أحب القصص التي فيها حيوانات.". ضحك الجد أمين وأجاب: "اليوم سنتحدث عن بطل من نوع آخر، بطل غير حياتنا بطريقة لم نتخيلها."
فتح الجد أمين كتاباً كبيراً وسميكاً، قائلاً: "الخوارزمي يا أحفادي، هو أبو علم الجبر. ولد في مدينة خوارزم، في نهاية القرن الثامن الميلادي. نشأ محباً للعلم، وكان يسافر لطلب المعرفة من كل حدب وصوب." سألته فريدة: "لكن ماذا فعل بالضبط يا جدي؟" فشرح الجد: "الجبر يساعدنا على حل المشكلات المعقدة باستخدام الرموز بدلاً من الأشياء الحقيقية."
استمرت رقية في الاستماع باهتمام، فقال الجد: "كتب الخوارزمي كتاباً عظيماً اسمه 'الكتاب المختصر في حساب الجبر والمقابلة'. هذا الكتاب لم يكن مجرد كتاب رياضيات، بل كان دليلاً عملياً للمهندسين والتجار في عصره." سأل علام: "وهل استفاد العالم كله من هذه الأرقام؟" فرد الجد: "بالتأكيد، الأرقام التي نستخدمها اليوم جاءت بفضل هذا العالم العظيم."
أخذ الجد يجلس على مكتبه، بينما كان يصف إنجازات الخوارزمي في الفلك والجغرافيا، فقال: "لقد عمل في بيت الحكمة ببغداد وقام بترجمة العديد من الكتب إلى العربية." سألته فريدة: "وماذا فعل في الجغرافيا يا جدي؟"، فأجاب الجد: "صحح الأخطاء في الخرائط الموجودة في عصره."
واصل الجد حديثه: "هذه الخرائط ساعدت الرحالة والتجار في رحلاتهم الطويلة. كان يحدد مواقع المدن بدقة كبيرة." تذكرت رقية أنها تحب الجبال والأنهار، وابتسمت عندما سمعته يقول: "نعم يا رقية، وكان يرسم الجبال والأنهار بدقة كبيرة."
قال الجد أمين: "إنجازات الخوارزمي غيرت طريقة تفكير البشر. تخيلوا أن أساس علوم الكمبيوتر اليوم يعتمد على المبادئ التي وضعها." قال علام مشدوهاً: "هذا رائع يا جدي!"، فردت فريدة: "إذًا، هو بطل حقيقي!"
أغلق الجد الكتاب ونظر إلى أحفاده بحب قائلاً: "ما تعلمناه اليوم عن الخوارزمي هو درس لنا جميعاً. درس في أهمية العلم والاجتهاد." سأل علام: "هل يمكن أن نصبح مثل الخوارزمي يا جدي؟"
رد الجد بحماس: "بالتأكيد، كل واحد منكم يمتلك بذور العبقرية داخله. اقرؤا الكثير من الكتب!" بينما كانت فريدة متحمسة للبحث عن المزيد من الكتب، ضحكت رقية قائلة: "أنا أحب القصص التي تحكي عن العباقرة."
اختتم الجد: "العلم نور ومفتاح التقدم والازدهار. هل استمتعتم برحلتنا اليوم؟". قالت الأحفاد بصوت واحد: "نعم يا جدي! كثيراً!".
ابتسم الجد أمين وقال: "جيد جداً! إلى رحلة معرفية جديدة في الغد إذن!".